للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِن زيدا من صلَة الضَّارِب بشئ؛ لِأَن ضَارِبًا فى معنى (يضْرب) يتَقَدَّم زيد فِيهِ ويتأخر فَتَقول: هَذَا زيدا ضَارب، وزيدا عبد الله شاتم فَإِنَّمَا الصِّلَة والموصول كاسم وَاحِد لَا يتَقَدَّم بعضه بَعْضًا، فَهَذَا القَوْل الصَّحِيح الذى لَا يجوز فى الْقيَاس غَيره وَاعْلَم أَن الصِّلَة مُوضحَة للاسم؛ فَلذَلِك كَانَت فى / هَذِه الْأَسْمَاء المبهمة، وَمَا شاكلها فى الْمَعْنى؛ أَلا ترى أَنَّك لَو قلت: جاءنى الذى، أَو مَرَرْت بالذى لم يدللك ذَلِك على شئ حَتَّى تَقول: مَرَرْت بالذى قَامَ، أَو مَرَرْت بالذى من حَاله [كَذَا وكذأ] ، أَو بالذى أَبوهُ منطلق فَإِذا قلت: هَذَا وَمَا أشبهه وضعت الْيَد عَلَيْهِ فَإِذا قلت: أُرِيد أَن تقوم يَا فَتى، (فتقوم) من صلَة (أَن) حَتَّى تمّ مصدرا، فَصَارَ الْمَعْنى: أُرِيد قيامك، وَكَذَلِكَ يسرنى أَن تقوم يَا فَتى (تقوم) من صلَة (أَن) حَتَّى تمّ مصدرا، فَصَارَ الْمَعْنى: يسرنى قيامك قَالَ الله عز وَجل: {وَأَن يستعففن خير لَهُنَّ} ، {وَأَن تَصُومُوا خير لكم} فَهَذَا على مَا وصفت لَك وَكَذَلِكَ (أَن) الثَّقِيلَة تكون مَعَ صلتها مصدرا تَقول: بلغنى أَنكُمْ منطلقون، أى: بلغنى انطلاقكم وَكَذَلِكَ (مَا) بصلتها تكون مصدرا تَقول: سرنى مَا صنعت، أى: سرنى صنيعك فَأَما قَوْلهم: أَنا مُقيم مَا أَقمت، وجالس مَا جَلَست - فَهُوَ هَذَا الذى ذكرنَا من الْمصدر؛ أَلا ترى أَنَّك تَقول: آتِيك مقدم الْحَاج، وَأَتَيْتُك إمرة فلَان إِنَّمَا تُرِيدُ /: وَقت إمرة فلَان، وَوقت قدوم الْحَاج

<<  <  ج: ص:  >  >>