للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقولك: سعديك إِنَّمَا مَعْنَاهُ من قَوْلك: قد أسعد فلَان فلَانا على أمره، وساعده / عَلَيْهِ فَإِذا قَالَ: اللَّهُمَّ لبيْك وَسَعْديك، فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: اللَّهُمَّ مُلَازمَة لأمرك، ومساعدة لأولياك، ومتابعة على طَاعَتك فَلَو كَانَ الْبَاب وَاسِعًا لَكَانَ متصرفا؛ لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة الضَّرْب من ضربت، ولكنهما مشتقان للْمُبَالَغَة من الْفِعْل كسبحان الله، ومعاذ الله؛ فَلذَلِك ألزما طَريقَة وَاحِدَة فَأَما (حنان) فمنفرد؛ لِأَنَّهُ من حننت، مثل قَوْلك: ذهبت ذَهَابًا، ويتصرف فى الْكَلَام فى غير الدُّعَاء (وَحَنَانًا من لدنا) وَتقول: تَحَنن على فَهَذَا وَجه مَا جَاءَ على فعله، وَمَا لم يَأْتِ عَلَيْهِ فعل فَأَما قَوْلهم: شكرانك لَا كُفْرَانك - فهما مصدران لحقتهما الزِّيَادَة وَإِنَّمَا التَّقْدِير: شكرا لَا كفرا وَلَكِن وَقعت الزِّيَادَة للْمُبَالَغَة وَاعْلَم أَن الْمصدر كَسَائِر الْأَسْمَاء إِلَّا أَنه اسْم للْفِعْل، فَإِذا نصبت فعلى إِضْمَار الْفِعْل فَمن المصادر مَا يكثر اسْتِعْمَاله، فَيكون بَدَلا من فعله وَمِنْهَا مَالا يكون لَهُ حق الِاسْم فَأَما مَا كثر اسْتِعْمَاله حَتَّى صَار بَدَلا من الْفِعْل فقولك: حمدا وشكرا، لَا كفرا، وعجبا إِنَّمَا أردْت: أَحْمد الله حمدا فلولا / الِاسْتِعْمَال الذى أبان عَن ضميرك لم يجز أَن تضمر؛ لِأَنَّهُ مَوضِع خبر وَإِنَّمَا يحسن الْإِضْمَار ويطرد فى مَوضِع الْأَمر؛ لِأَن الْأَمر لَا يكون إِلَّا بِفعل، نَحْو قَوْلك: ضربا زيدا إِنَّمَا أردْت: اضْرِب ضربا وَكَذَلِكَ ضرب زيد

<<  <  ج: ص:  >  >>