/ وَقَالَ الآخر، فَرفع: فَقَالَت: حنان مَا أَتَى بك هَهُنَا؟ ... أذو نسب أم أَنْت بالحى عَارِف)
والفصل بَين الرّفْع وَالنّصب أَن الناصب دَعَا لَهُ كَأَنَّهُ قَالَ: رحمتك يَا ذَا الرَّحْمَة وَقَوله:
(حنان مَا أَتَى بك هَاهُنَا؟ ... )
إِنَّمَا أَرَادَ: أمرنَا حنان؛ كَقَوْلِه عز وَجل: {مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتى وُعِدَ المتّقُونَ} فالتقدير: فِيمَا يُتْلَى عَلَيْكُم مثل الْجنَّة، ثمَّ قَالَ: فِيهَا، وفيهَا وَمن قَالَ: إِنَّمَا مَعْنَاهُ: صفة الْجنَّة فقد أَخطَأ؛ لِأَن (مثل) لَا يوضع فى مَوضِع صفة إِنَّمَا يُقَال: صفة زيد أَنه ظريف، وَأَنه عَاقل وَيُقَال: مثل زيد مثل فلَان وَإِنَّمَا الْمثل مَأْخُوذ من الْمِثَال والحذو، وَالصّفة تحلية ونعت فَأَما تَأْوِيل قَوْلهم: لبيْك فَإِنَّمَا يُقَال: ألب فلَان على الْأَمر: إِذا لزمَه ودام عَلَيْهِ فَمَعْنَاه: مداومة على إجابتك، ومحافظة على حَقك فَإِذا قَالَ العَبْد لرَبه: لبيْك فَمَعْنَاه: مُلَازمَة لطاعتك، ومحافظة على أَمرك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute