للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيا: قصة صلح الحديبية١ حيث صالح النبي صلى الله عليه وسلم علة أن يرجع عن مكة ذلك العام، وعلى أن لا يأتيه أحد من قريش إلا رده إليهم - وإن كان مسلما -، وعلى أنّ من أتى قريشا ممن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يردّوه عليه ... إلى آخر شروط الصلح٢.

فإن في شروط هذا الصلح دليلا على احتمال أهون الضررين - وهو ما دخل على نفوس بعض الصحابة - لما في ظاهر شروط ذلك الصلح من كونها لمصلحة المشركين في مقابل دفع ضرر أكبر - وهو إيذاء المستضعفين بمكة -، وتحقيق مصلحة أكبر وهي مصلحة الدعوة وانتشار الدين، فكان كما قال الله - عز وجل -: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} ٣.


١ الحديبية موضع يقع غرب مكة على بع ٢٢ كيلا، وحددت بعض المراجع المتقدمة المسافة بينه وبين مكة بمرحلة أو نحوها. انظر: معجم البلدان ٢/٢٢٩، وكتاب على طريق الهجرة ٢٥٨، ٢٦٢،ومرويات غزوة الحديبية /١٩.
٢ أخرج قصة صلح الحيبية البخاري. صحيح البخاري مع الفتح ٥/٣٣٩ (الشروط / الشروط في الجهاد ... ) .
٣ الفتح (١) ، وانظر: تفسير القرآن العظيم ٤/١٩٦-١٩٧، ومرويات غزوة الحديبية ١٦٢-١٦٣، والقواعد الفقهية لعلي الندوي ص٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>