جاءت أدلة الخلق والإبداع من خلال آيات القرآن الكريم على أوجه مختلفة للدلالة على توحيد الله سبحانه وتعالى وتفرده بالإيجاد، وتناولت مجالات الخلق المختلفة من أمور في الكون وفي الحياة والإنسان والنبات والظوارهر الجوية، تارة بالإجمال وتارة بالتفصيل، وبأساليب متنوعة من استفهام إلى حصر عن طريق النفي والإثبات وإلى إثارة تساؤلات وإلى لفت نظر في الكون المحيط لمعرفة البدء والنهاية والمصير.
ولعل الحكمة في تنوع هذه الأساليب في العرض أن يجد المرء في جميع أحواله النفسية والفكرية ما يلفت النظر للتدبر في آيات الخالق ووحدانيته.
ففي حالات يكون الإنسان مستغرقًا في التأمل في الكون الواسع الهائل بأجرامه وكواكبه ومساراتها وأفلاكها من غير أن يركز تفكيره على زاوية محددة معينة في هذا الكون فيجد من الآيات الكريمة ما تناولت هذا التعميم والشمول.
وفي بعض الحالات يكون شديد التأمل في زاوية من زوايا الكون أو في ظاهرة فلكية محددة فيجد القرآن الكريم قد أشار في مواطنه إلى مثل هذا التأمل.
وكثيرًا ما يلفت نظر الإنسان إلى أحد مخلوقات الله سبحانه وتعالى من الدواب والحشرات أو الطيور فيستغرق في التفكير بشأنها ونجد أن القرآن الكريم قد عرض مثل هذه الجوانب في المخلوقات ولفت النظر إلى دقة الخلق والصنع والإبداع فيها.
وهكذا في سائر مجالات الحياة والكون من البحار والأشجار والأنهار ... بل