من الأدلة التي يسوقها القرآن الكريم على وجدانية الله سبحانه وتعالى ما يطلق عليه العلماء أدلة العناية، ويقصدون بالعناية: وجود النظام الدقيقي في شئون الكون, والسنن الموضوعة فيه لتحقيق أمرين أساسين فيه:
- استمراره وفق الحالة التي خلقها الله سبحانه وتعالى.
- أداؤه الدور المنوط به والوظائف التي يؤديها على الوجه الذي سخره الله سبحانه وتعالى له.
فإن المعارف البشرية كلما ازدادت تقدمًا وإحاطة ودقة تتعرف على أسرار هذا الكون ونواميسه، وتتكشف أمامها دقة التقدير والصنع والنظام المحكم الذي تجري شئون الكون بموجبه.
والإنسان يدرك أن النظام دليل على وجود منظم، ولا يمكن أن يقع صدفة أو اتفاقًا.
كما يعلم في قرارة نفسه أن هذا النظام ليس من صنع أحد من البشر فالبشر أنفسهم يخضعون لهذه الأنظمة ولا يمكنهم الخروج عليها.
كما أن الآلهة المزعومة أعجز من أن ترعى شئون نفسها وتضع لحياتها نظامًا مستقلًا عن نظام الكون العام. وبالتالي فهي أعجز عن تدبير شئون عبادها.
إن الملايين من الأمثلة يمكن أن تساق على وجود هذه الرعاية والعناية بالمخلوقات فلو انعدمت هذه الرعاية لحظة واحدة لكان مصير الكون الفناء والعدم، ولاختلت التوازنات في كل المجالات.