بعد هذا العرض الإجمالي لهذا المقطع، وقبل الانتقال إلى مباحث القيم والعبر والمواعظ لا بد لنا من عدة وقفات نتناول بإيجاز ثلاثة أمور طال كلام المفسرين حولها وتباينت آراؤهم فيها وهذه الأمور:
- التعرف على شخص ذي القرنين.
- السد وموقعه.
- يأجوج ومأجوج: حقيقتهم، ومصيرهم.
[الوقفة الأولى: مع ذي القرنين]
اختلف المفسرون في اسم ذي القرنين ونسبه وزمان وجوده، وسبب تلقيبه بذي القرنين، ولولا هذا الخلط الشديد الذي لا يقبله العقل ولا ترضاه الشريعة الذي وقع فيه كثير منهم لأعرضنا عن الخوض في هذا الحديث لأن من منهجنا أن لا نلتفت إلى ما أهمله القرآن الكريم، وأن نسير حيث توجهنا الآيات الكريمة في التعرف على الهدايات القرآنية.
وأبرز الأقوال في تحديد شخصية ذي القرنين:
- أنه أبو كرب شمر بن عمرو بن أفريقيش الحميري.
أخذ من ظاهر التسمية، لأن الأذواء من أهل اليمن، فمنهم ذو نواس، ذو النون، ذو النار، سيف بن ذي يزن.
- وقال آخرون إنه الإسكندر المكدوني بن فيلبوس اليوناني