للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[العظات والعبر من فقرة الصحبة الكريمة والأحداث العجيبة]

[مدخل]

...

[العظات والعبر من فقرة الصحبة الكريمة والأحداث العجيبة]

١- المكلف ملزم بتطبيق ما يدل عليه ظاهر الشرع، والمحاسبة أو المؤاخذة تكون حسب موقف المكلف من دلالة النصوص الظاهرة في اعتقاده، أما حقائق الأشياء ومآل الأحداث فليس مكلفًا بها لأنها في علم الغيب. لذا لو غلب على ظن المكلف أمر ما فتصرف بناء على ما ترجح لديه، ثم تبين له أن الصحة والصواب كان على خلاف ذلك لم يأثم في تصرفه، وإن ترتب على تصرفه أضرارًا بالغير تحمل هذا الضرر من غير مؤاخذة أخروية.

٢- من كمال الحكمة الربانية وعظيم رحمة الله بعباده أن يستعمل نبيين كريمين مثل موسى والخضر عليهما السلام في حفظ مصالح الغلامين اليتيمين، ليلجأ عباده إليه ويتوكلوا عليه حق التوكل، فإن الله لا تضيع عنده الودائع، كما أن في ذلك حفظ مصالح الذرية بصلاح الآباء.

٣- الالتزام بالأدب القرآني الرفيع في المخاطبة والمحادثة:

- فلما كان خرق السفينة عيبًا في الظاهر، لا صلاح فيه، نسبه الخضر إلى نفسه فقال: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} .

- ولما كان أمر الغلام فيه جانبان: القتل، والإبدال بأفضل منه، أسنده إلى ضمير الجمع {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} .

- ولما كان إقامة جدار الغلامين خيرًا محضًا، نسبه إلى الله سبحانه وتعالى: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} . علمًا أن الأفعال على الحقيقة كلها لله، وبأمر منه {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} .

وهذه الآداب نجدها بكثرة في الأسلوب القرآني وفي السنة النبوية المطهرة وهي ذات إيماء عميق في النفس البشرية.

<<  <   >  >>