ذهب بعض المفسرين إلى أن موقف موسى عليه السلام من الاعتراض على الحوادث التي يخالف ظاهرها شريعة التوراة، منسجم تمام الانسجام مع أحكام التوراة، ولو لم يقف هذا الموقف لكان مؤاخذًا بموجب شريعته.
يقول البقاعي:"من العهد الوثيق المكرر في جميع أسفار التوراة بعد إثباته في لوحي الشهادة في العشر كلمات -التي نسبتها من التوراة كنسبة الفاتحة من القرآن- بالأمر القطعي أنه لا يقر على منكر"١.
فإنكار المنكر في حينه ركن من أركان الدين ولا يجوز السكوت عليه، ولما ترك بنو إسرائيل هذا الركن من شريعتهم استحقوا لعنة الله على لسان أنبيائهم {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[المائدة: ٧٨، ٧٩] .
ولا يقال: لكن موسى عليه السلام أعطى وعدًا وقطع عهدًا على نفسه بعدم
١ نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي: ١٢/ ١١١.