للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [السجدة: ٧-٩] .

وكل هذه الآيات التي تشير إلى مرحلة أو أكثر من مراحل تكوين الإنسان، ترد في سياق الحديث عن إثبات أمر الألوهية والتوحيد وكثيرًا ما يربط بين هذا الخلق في هذا الطور وبين قضية الإعادة بعد الموت المشابهة للخلق من النطفة -البذرة- بقضية الإنبات من عجب الذنب يوم القيامة كما صحت بذلك الأحاديث١.

تعقيب على أدلة الخلق والإبداع:

لقد تحطمت شبهات الملاحدة القديمة والحديثة فأصبحت خاوية على عروشها بعد أن ألقي عليها قذائف الحق الإلهي.

وكلما حاول أهل الباطل أن ينفخوا الروح في بقايا الأشلاء المتناثرة من نظرية الصدفة، أو قدم العالم المادي، برزت جوانب من الحقائق القرآنية -وربما على أيدي غير المسلمين وبخاصة على أيدي العلماء التجريبيين- لتزهق الباطل مرة أخرى.

ولنسمع من أقوال بعضهم ما يلقي أضواء على ما توصولوا إليه من حقائق علمية تثبت حدوث العالم المادي وتبرهن على وجود نهاية له.

اكتشف علماء القرن التاسع عشر الميلادي ما يسمى بقانون الطاقة الحرارية والطاقة المتاحة.

وملخص هذا القانون يفيد أن: الحرارة تنتقل دائمًا من "وجود حراري" إلى "عدم حراري"، والعكس غير ممكن، وهو أن تنتقل دائمًا هذه الحرارة من "وجود حراري قليل" أو "وجود حراري عدم" إلى "وجود حراري أكثر" فإن ضابط التغير هو التناسب بين "الطاقة المتاحة" و"الطاقة غير المتاحة".

وبناء على هذا الكشف العلمي فإن الطاقة الحرارية للكون في تناقص مستمر


١ في الصحيحين من حديث أبي هريرة: "ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه فيه يركب الخلق".
انظر: صحيح البخاري، كتاب التفسير: ٦/ ٣٤، وصحيح مسلم، كتاب الفتن: ٨/ ٢١٠.

<<  <   >  >>