من قيامكم دونهم حتى انتهكوا حرم الإسلام، ثم أطرقوا وراءكم كئوسًا في مكانس الريب ... حرام على الطعام والشراب حتى أسويها بالأرض هدمًا وإحراقًا".
٤- والخطابة فيها التقرير لبيان الرأي ودعمه البرهان، وفيها القصص والوصف الموجزان يستعين بهما الخطيب في الإقناع والتأثير كما رأيت كقول علي في خطبته السابقة: "ولقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعاثها".
٥- يجب أن تكون العبارة -مع قوتها- سهلة مفهومة للسامعين، خالية من الإغراب أو التعقيد حتى يستطيع الجمهور متابعة الخطيب ومسايرته؛ إذ ليست هناك فرصة للسامعين سوى لحظات الاستماع، ولا يستطيعون إيقاف الخطيب ليفهموا عنه، ولا يملك هو سوى فرصة الإلقاء؛ فإن الخطابة فن شفوي، على أنه إذا كتب نقص بهاؤه، وربما مضت ظروفه المناسبة فضاعت فائدته.
٦- يستطيع الكاتب أن يبين بالترقيم وسواه، كل قسم وموقف، ولكن الخطيب يستبدل بذلك النبر الصوتي على النقط الهامة، والعناية بالانتقال من نقطة إلى أخرى بالتنبيه، وتغيير الأسلوب ولهجة الخطاب، وتوكيد مواضع القصر. كل ذلك في جمل قصيرة سهلة. خالية من الاعتراضات وتفرق العناصر اللفظية التي إذا جازت في الكتابة فلن تجوز في الخطابة.
٧- السامعون هم المقياس السديد لمستوى اللغة ودرجتها. فقد يكونون من الخاصة. وبذلك يكون الأسلوب ساميًا عاليًا. وإذا كانوا من العامة كان الأسلوب بسيطًا سهلًا. وإذا كان جمهورًا عامًا غلب الخطيب ناحية السهولة ليضمن الفهم للجميع.