للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سأصبر حتى ألاقي رضا ... ك إما بعيدًا وإما قريبا

أراقب رأيك حتى يصح ... وأنظر عطفك حتى يثوبا١

وقال المتنبي يعاتب سيف الدولة الحمداني:

يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

أعيذها نظرات منك صادقة ... أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوار والظلم

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم

أنا مل جفوني عن شواردها ... ويسهر الخلق جراها ويختصم٢

وجاهل مده في جهله ضحكي ... حتى أتته يد فراسة وفم٣

إذا رأيت نيوب الليث بارزة ... فلا تظنن أن الليث يبتسم

الخيل والليل والبيداء تعرفني ... والسيف والرمح والقرطاس والقلم

يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم

ما كان أخلقنا منكم بتكرمة ... لو أن أمركم من أمرنا أمم٤

إن كان سركم ما قال حاسدنا ... فما لجرح إذا أرضاكم ألم

وبيننا -لو رعيتم ذاك- معرفة ... إن المعارف في أهل النهى ذمم


١ يثوب: يعود.
٢ شواردها: نوادرها يردي أشعاره، جراها أي من أجلها، يقول أنام ملء جفوني عن شوارد الشعر لأني أدركها سهلة متى شئت، وغيري من الشعراء، يسهرون ويتخاصمون على ما يتاح لهم منها لعزته عليهم.
٣ يد فراسة: باطشة.
٤ أمم: قريب.

<<  <   >  >>