للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من طاعتي من جهة فقد نقصن ما عودني من وجوه. وذلك أنه كان لا يتجاسر أحد على أن يفريني١ عنده، فقد صار يقريني عنده ويبرئ جلده، وكان يقوم قناتي٢ فقد صار يحبط حسناتي، وكان يثمر مالي فقد صار يبطل آمالي، وكان يحشد٣ لأمري احتشاده لأمره؛ فقد نبذت وراء ظهره، وقد كان يحتمل فقد صار يتحامل، وكان لا يضايقني في الألوف من الدراهم والدنانير، فقد ضايقني في الشعير في حمل بعير. والعبودية ذل اليهودية وذل المردوية٤ والإدلال مع الإذلال٥. والطاعة مع الإفضال٦.

فليستأنف الشيخ حالي المولى ليستأنف حال العبد٧ والله من وراء التسديد٨ ونعم الوكيل".

جـ- ومن فصل كتبه ابن خلدون٩ -في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب- وكان في ذلك متاثرًا بعصبية بربرية أو تكريبة سلت الملك من العرب. وبجالية من عرب المغرب الجاهلين:


١ يفريني يغتابني ويجرحني.
٢ يصلح من شأني ويستر عيوبي.
٣ يحشد يجمع أي كان يعنى بشئوني.
٤ المردوية كون الإنسان أمرد ناشئا.
٥ أي لا يدل علي إلا من أذلني بالإنعام علي.
٦ أي أطيع من أفضل علي.
٧ ليعد النظر في حال صديقه حتى ينظر في حال عبده هذا.
٨ التقويم والتوفيق.
٩ المقدمة ص١٦٥ مطبعة التقدم.

<<  <   >  >>