للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تشبيه واستعارة وكناية وحسن تعليل، ونحو ذلك لتكون ملائمة لما تؤدي من روعة وسخط وحب وما إليها.

وبالموازنة بين هذين النصين نستطيع أن نفرق بين الأسلوبين: العلمي والأدبي فيما يلي:

١- الأصل الأول الذي قام عليها الخلاف بين الأسلوبين هو دخول الأنفعال "أو العاطفة" في الأسلوب الأدبي بجانب أهم الحقائق والأفكار.

وأما العلمي فإن المعارف العقلية هي الأساس الأول في بنائه، وقلما تجد للانفعال أثرًا واضحًا؛ لذلك كانت عنايته باستقصاء الأفكار بقدر عناية زميله بقوة الانفعال، ولسنا نعدو الصواب إذا قلنا: إن الأسلوب العلمي لغة العقل والأدبي لغة العاطفة.

٢- ويتبع ذلك أن يكون الغرض من الأسلوب العلمي أداء الحقائق قصد التعليم وخدمة المعرفة، وإنارة العقول، ولكن الغاية في الأسلوب الأدبي هي إثارة الانفعال في نفوس القراء والسامعين، وذلك بعرض الحقائق رائعة جميلة كما أدركها أو تصورها الكاتب الأديب، وبهذا يجمع الأسلوب الأدبي بين الإفادة والتأثير.

٣- تمتاز العبارة الأولى بالدقة والتحديد والاستقصاء، ولكن الثانية تعنى بالتفخيم والتعميم والوقوف عند مواطن الجمال والتأثير.

٤- هذه المصطلحات العلمية، والأرقام الحسابية، والصفات الهندسية التي هي في الأسلوب العلمي مظهر العقل المدقق، يقابلها هذه الصور الخيالية والصنعة البديعة والكلمات الموسيقية التي هي في الأسلوب الأدبي مظهر للانفعال العميق.

٥- والعبارة الأولى تمتاز بالسهولة والوضوح إذا كانت صادرة عن عقل

<<  <   >  >>