ولا تنكحي إن فرّق الدهر بيننا ... أغم القَفَا والوجه ليس بأنزعا ومحل الاستشهاد بالبيت قوله "الشعر الرقابا" حيث نصب قوله "الرقابا" بقوله "الشعر" والشعر جمع أشعر وهو هنا صفة مشبهة، واتفق الفريقان الكوفيون والبصريون على أنه يجوز أن يكون انتصابه على التشبيه بالمفعول به، وزاد الكوفيون أنه يجوز أيضًا أن يكون انتصابه على التمييز، وذلك لأن الكوفيين يجوزون أن يجيء التمييز معرفة، فأما علماء البصر فلكونهم يوجبون كون التمييز نكرة لم يجيزوا انتصاب "الرقاب" في هذا البيت على التمييز، فاعرف هذا، ويروى في هذه العبارة "الشعرى رقابا" بتجريد المعمول من أل، والبصريون لا يرون بأسًا في نصبه حينئذ على التمييز، وقد روى سيبويه البيت بالروايتين جميعًا. [٨٤] هذا البيت من كلام النابغة الذبياني، وهو من شواهد سيبويه "١/ ١٠٠" وابن يعيش "ص٨٤١" والأشموني "رقم ٧٢٢" والرضي، وشرحه البغدادي في الخزانة "٤/ ٩٥" وقبل بيت الشاهد قوله: فإن يهلك أبو قابوس يهلك ... ربيع الناس والبلد الحرام وقوله: "ربيع الناس" شبه الملك النعمان بالربيع الذي تترادف فيه الخيرات لكثرة عطائه ووفرة بره، و "البلد الحرام" شبهه أيضًا بالبلد الحرام لأن رحابه موضع الأمن من كل مخافة وفي كنفه يلجأ اللاجئون فلا تجسر يد على أن تمتد إليهم بسوء، وقوله "بذناب =