[٣٨٣] يقال "فلان يتشاوس في نظره" إذا نظر نظرة ذي نخوة وكبر، وقال أبو عمرو: هو أن ينظر بمؤخر عينه ويميل وجهه في شق العين التي ينظر بها، ويكون ذلك خلقة ويكون من الكبر والتيه والغضب. ورويدًا: أصله تصغير الإرواد تصغير الترخيم -يعني بحذف حروف الزيادة كلها وهي الهمزة التي في أوله والألف التي بعد الواو، ثم إدخال ياء التصغير على حروفه الأصلية وهي الراء والواو والدال- وقد قالوا: أرود فلان في سيره إروادا، يريدون أنه تمهل في سيره وترفق، وسيبويه يرى أن "رويدا" إنما يستعمل استعمال المصادر التي تنوب عن الأفعال، تقول "رويد عليا" أي أملهه، وتكون اسم فعل، تقول "رويدك" أي أمهل، ويرى أيضًا أنه قد يقع صفة فتقول: "سار سيرا رويدا" وأنك قد تذكر المصدر الموصوف كما في هذا المثال، وقد تحذفه فتقول: "سار رويدا" قال "١/ ١٢٣" "هذا باب متصرف رويد، تقول: رويد زيدًا، وإنما تريد أرود زيدا، قال الهذلي: رويد عليا، جد ما ثدي أمّهم ... إلينا، ولكن بغضهم متماين وسمعنا من العرب من يقول: والله لو أردت الدراهم لأعطيتك رويد ما الشعر، يريد أرود الشعر، كقول القائل: لو أردت الدراهم لأعطيتك فدع الشعر، فقد تبين لك أن رويد في موضع الفعل، ويكون رويدا أيضًا صفة كقولك: سار سيرا رويدا، ويقولون أيضًا: ساروا رويدا، فيحذفون السير ويجعلونه حالًا به وصف كلامه، واجتزاء بما في صدر حديثه من قوله ساروا عن ذكر السير، ومن ذلك قول العرب، ضعه رويدًا أي وضعًا رويدًا، ومن ذلك قولك للرجل تراه يعالج شيئًا: رويدًا، إنما تريد علاجا رويدا، فهذا على وجه الحال، إلا أن يظهر الموصوف فيكون على الحال وعلى غير الحال "ا. هـ كلامه بحروفه وعلى هذا يكون قول الشاعر في البيت المستشهد به "رويدا" حالًا من الضمير الواجب الاستتار في قوله "تشاوس" وقوله "إنني من تأمل" أي أنا ذلك الذي تتأمله وتنظر إليه، ومتى عرفتني عرفت أنه ليس لك أن تنظر لي نظر الكبر والغضب، ومحل الاستشهاد بهذا البيت قوله "كما لأخافه" حيث زعم الكوفيون أن الفعل المضارع الذي هو أخافه منصوب =