فإن تك خيلي قد أصيب عميدها ... فعمدا على عيني تيممت مالكا والبيت من شواهد رضي الدين في باب اسم الإشارة من شرح الكافية، وشرحه البغدادي في الخزانة "٢/ ٤٧٠" وقد أنشده ابن دريد في الاشتقاق "ص٣٠٩ مصر" وأبو العباس المبرد في الكامل "٢/ ٢٨٥ الخيرية" وابن قتيبة في الشعراء "ص١٩٦ أوروبة" وأراد بالعميد الذي أصيب معاوية بن عمرو بن الشريد أخا الخنساء، وتيممت: قصدت، ومالك: هو مالك بن حمار سيد بني شمخ، ومحل الاستشهاد بهذا البيت قوله "أنا ذلكا" أي هذا، والإشارة فيه قد قصد بها تعظيم المشار إليه، أي أنا ذلك الفارس الذي ملأ سمعك ذكره، نزل بعد درجته ورفعة محله وعظيم منزلته منزلة بعد المسافة، ولهذا استعمل مع اسم الإشارة اللام التي للبعد، ومثل هذا قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} . [٤٤٥] هذا البيت للكميت بن زيد، وقد أنشده ابن منظور "ق ب ص" ومسجدا الله: أراد بهما مسجد مكة ومسجد المدينة، زادهما الله تعالى شرفًا، وأراد بالحصى العدد العديد من البشر، كما ورد في قول الأعشى: ولست بالأكثر منهم حصى ... وإنما العزة للكاثر والسر في ذلك أنهم كانوا يعدون بالحصى، والقبص -بكسر القاف وسكون الباء وآخره صاد مهملة- أصله مجتمع النمل الكبير الكثير، ثم أطلق على العدد الكثير من الناس. ومحل الاستشهاد من هذا البيت قوله "من بين أثرى وأقترا" فإن هذا الكلام على تقدير اسم موصول قبل أثرى واسم موصول آخر قبل أقتر، وأصل الكلام من بين من أثرى ومن أقتر، فحذف الموصولين وأبقى صلتيهما، ولا يكون الكلام على تقدير موصول واحد، لأنه يلزم عليه أن يكون الذي أثرى هو نفس الذي أقتر أي افتقر وهو لا يريد ذلك، إنما يريد من بين جميع الناس مثريهم وفقيرهم، ونظير هذا البيت في حذف الموصول وبقاء صلته قول =