للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعلم والكلام قد تعلقا ... بكل شيء يا خليلي مطلقًا (١)


(١) أي: قد تعلق علم الله عز وجل بكل شيء، بالواجب، والمستحيل، والجائز، والموجود، والمعدوم، فهو سبحانه: يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون فهو أعم الصفات تعلقا بمتعلقه، وأوسعها، وأما تعلق الكلام بكل شيء، فالمنصوص في أصول أهل السنة أن الله لم يزل متكلما متى شاء، وكلم، ويكلم، وكلامه لا ينفد، كما أخبر به في كتابه.
وذكر شيخ الإسلام عموم تعلق العلم، والقدرة، وقال:
بخلاف الإرادة، والكلام، فإنه لا عموم لهما، لأنه سبحانه
لا يتكلم بكل شيء ولا يريد إلا ما سبق علمه به، ولا يريد كل
شيء، بخلاف العلم والقدرة، فإنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، يا خليلي، أي: يا صديقي ومحبي، والخلة: أعلى
مراتب المحبة ولهذا اختص بها الخليلان: إبراهيم، ومحمد - عليهما السلام -، مطلقا أي: عن التقييد بشيء.

<<  <   >  >>