للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباب الرابع

في ذكر بعض السمعيات من ذكر البرزخ

والقبور وأشراط الساعة والحشر والنشر (١)

وكل ما صح من الأخبار ... أو جاء في التنزيل والآثار (٢)

من فتنة البرزخ والقبور ... وما أتى في ذا من الأمور (٣)


(١) المراد بالسمعيات: ما كان طريق العلم به السمع الوارد في الكتاب والسنة والآثار مما ليس للعقل فيه مجال، ويقابله: ما يثبت بالعقل، ويسمى العقليات والنظريات.
(٢) أي: وكل حكم من الأحكام، أو خبر صح من الأخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمه لمزيد الاهتمام به، ولئلا يظن ظان: أن ما لم يثبت في التنزيل ليس عليه مزيد تعويل، أو جاء في القرآن المنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو صح في الآثار السلفية عن الصحابة، مما ليس لعقل فيه مرام، فإنه يشعر أنهم تلقوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
(٣) الفتنة: الامتحان والاختبار، والبرزخ: الحاجز بين الشيئين، وسمي البرزخ برزخا، لكونه حاجزا بين الدنيا والآخرة، من وقت الموت إلى القيامة، ومن مات دخله، وفتنة القبور، من عطف الخاص على العام، لأن أحوال البرزخ تشتمل على ذلك، والذي أتى عن الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - في فتنة البرزخ، والقبور، وغيرها من الأمور المهولة، حق لا يرد، بل يجب الإيمان به واعتقاده.
من ذلك: سؤال الملكين منكر ونكير فيجب الإيمان به شرعا، لثبوته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنهما يسألانه: من ربك؟ وما دينك؟
ومن نبيك؟ فيقول المؤمن: الله ربى، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، ويقول المرتاب: هاه، هاه، لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا
فقلته.
ومن ذلك عذاب القبر، وقد ورد التعوذ بالله منه، وهو على الروح والبدن جميعا، وقد ينفرد أحدهما، وهكذا نعيمه باتفاق أهل السنة.

<<  <   >  >>