للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل

في ذكر الصفات التي يثبتها لله تعالى أئمة السلف وعلماء

الأثر دون غيرهم من علماء الخلف وأهل الكلام

وليس ربنا بجوهر ولا عرض ... ولا جسم تعالى ذو العلى (١)


(١) وتقدس عما يتضمنه قوله من الباطل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: لفظ الجسم، والجوهر، والعرض في أسماء الله تعالى وصفاته بدعة لم ينطق بها كتاب، ولا سنة ولا قالها أحد من سلف الأئمة، وأئمتها، ولم يقل أحد منهم إن الله جسم، ولا ليس بجسم، ولا جوهر ولا ليس بجوهر، ولا عرض ولا ليس بعرض وذموا الكلام في ذلك، لا لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المولدة، بل لأن المعاني التي يعبرون عنها بهذه العبارات فيها من الباطل المذموم في الأدلة والأحكام ما يجب النهي عنه. اهـ.
وتقدم: أن ما يراد به نفي الجوهر نفي حقيقة الله تعالى، وبنفي العرض نفي بعض صفاته ككلامه، وكذلك المراد من نفي الجسم نفي أنه كلم، ويكلم وأراد، ويريد، وفعل، ويفعل، ونحو ذلك مما هو صفة كمال سلبها نقص في حق المخلوق.
وكل كمال ثبت للمحدث، فالواجب القديم أولى به، وكل
نقص وعيب وجب نفيه عن شيء من أنواع المخلوقات، فإنه يجب نفيه عن الله بطريق الأولى؛ بل هو سبحانه المبرأ من كل عيب، ونقص، وآفة، له الكمال المطلق من جميع الوجوه، باتفاق النبوات.

<<  <   >  >>