(٢) أي: استوى سبحانه على عرشه بلا كيف، إذ كنه الباري تعالى غير معلوم للبشر، وقد ثبت عن أم سلمة، ومالك: " الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة " وتبعهما السلف فإن استواءه سبحانه، الذي هو علوه وارتفاعه على عرشه، معلوم بطريق القطع، الثابت بالتواتر، وكيفية ذلك لا سبيل لنا إلى العلم به، وليس كاستواء المخلوقين، فكما أن ذاته لا تشبه ذوات المخلوقين، فكذلك صفاته لا تشبه صفات المخلوقين. وقوله: قد تعالى أن يحد، أراد: نفي إحاطة علم الخلق به أن يحدوه، أو يصفوه بغير ما أخبر به عن نفسه، ليتبين أن العقول لا تحيط بصفاته، كما قال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: ١١٠] . قال أحمد: وهو على العرش بلا حد، كما قال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس: ٣] أي: استوى كيف شاء، ليس كمثله شيء، ولا ينافي ما نص عليه هو وغيره من الأئمة، كابن المبارك، قالوا: على العرش بحد. قال أحمد: هكذا هو عندنا، يعني: أنه عال على عرشه، بائن من خلقه. وقد يريد المبتدعة بنفي الحد معنى باطلا. قال ابن القيم: يقولون: ننزه الله عن الحدود، والجهات، إنه ليس فوق السماوات، ولا على العرش ولا يشارك إليه، ونحو ذلك. انتهى. فنفي الحد بهذا المعنى نفي لوجود الرب - تعالى وتقدس ـ.