للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صفاته كذاته قديمه (١) ... ...................................


(١) أي: صفاته الذاتية، والفعلية، والخبرية، كذاته، يحتذى القول فيها القول في الذات، فكما أنا نثبت له ذاتا حقيقة، لا تشبه الذوات، فكذلك نثبت له صفات حقيقة تليق بجلاله وعظمته، لا تشبه صفات المخلوقين، وإذا كان إثبات الذات إثبات وجود، لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود، لا إثبات كيفية.
وقوله: قديمة؛ فيه إجمال، وفي شرحه: إذ لو كانت حادثة لاحتاجت إلى محدث انتهى.
فعندهم ما ثم إلا قديم، أو مخلوق، فما كان قديمًا فإنه لازم لذاته، لا يتعلق بمشيئته وقدرته، وما كان محدثا فهو المخلوق المنفصل عنه، فلا يقوم عندهم بذات الله فعل، ولا كلام، ولا إرادة ولا غير ذلك مما يتعلق بمشيئته وقدرته، وليس هذا من عقيدة السلف، ولا من دين الإسلام في شيء بل مذهب السلف: أن الله قديم بجميع صفاته، لم يزل ولا يزال متكلما متى شاء، وفاعلا متى شاء، ولم تزل الإرادات والكلمات تقوم بذاته، فكلام الله، وقدرته، وإرادته، وغضبه، ورضاه، وغير ذلك قديمة النوع، حادثة الآحاد كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وشهدت به العقول الصحيحة، والفطر السليمة، والحس، والمشاهدة.

<<  <   >  >>