للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباب الثالث

في الأحكام والكلام على الإيمان ومتعلقات ذلك

وواجب على العباد طرا ... أن يعبدوه طاعة وبرًّا (١)

ويفعلوا الفعل الذي به أمر ... حتما ويتركوا الذي عنه زجر (٢)


(١) أي: واجب على العباد جميعا أن يوحدوا الله، ويفردوه بالعبادة، ويتبرءوا من عبادة ما سواه.
والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
ومن أنواعها: الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، وغير ذلك، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦] وقال: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} [البقرة: ٢١] . وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: ٢٥] . وفي الحديث: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» . طاعة لله، وامتثالا لأمره، وبرا بكسر الباء: الإحسان، والتقرب إلى الله، وطرا بضم الطاء: أي: جميعا، منصوب على الحال.
(٢) أي: وأن يفعل العباد ما أمروا به، حتما أي: لازما لا بد من فعله، وإن كان الأمر به على سبيل الوجوب، وإن كان مرغبا فيه فعلى سبيل الندب، وأن يتركوا الشيء الذي زجر عنه، والزجر يفيد التحريم، فإن لم يكن على سبيل الزجر فعلى سبيل الندب والاستحباب، وله سبحانه في تكليف عباده وأمرهم ونهيهم من الحكم البالغة ما يقتضيه ملكه التام، وحكمته وحمده.

<<  <   >  >>