للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذا الصراط ثم حوض المصطفى ... فيا هنا لمن به نال الشفا (١)


(١) وكذا يجب الجزم بثبوت الصراط، وهو في اللغة: الطريق الواضح؛ وفي الشرع: جسر منصوب على متن جهنم، وهو الجسر الذي بين
الجنة والنار، ويرده الأولون والآخرون، فيمرون عليه على قدر
أعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق،
ومنهم من يمر كالطير، وكأجاود الخيل والركاب، تجري بهم أعمالهم، ومنهم من يزحف زحفًا، ومنهم من يخطف ويلقى في
جهنم، فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمن مر على الصراط دخل الجنة فإذا عبروا وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض، فإذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول
الجنة.
وقوله: ثم حوض المصطفى: أي: اجزم بثبوت حوضه - صلى الله عليه وسلم - فهو حق ثابت بإجماع أهل الحق، متواتر عنه - صلى الله عليه وسلم -، ففي الصحيحين: «حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منه لا يظمأ أبدًا» .
وفي الصحيحين: «إن قدر حوضي ما بين أيلة وصنعاء» . فيا هنا لشخص نال الشفاء بالشراب من ذلك الحوض.
وقال المصنف أي: أيها الشراب السائغ الهني الآتي بلا مشقة، أقبل على شخص، بسبب الشرب منه، نال الشفاء من ظمأ ذلك اليوم، والشفاء هو الدواء.

<<  <   >  >>