وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: يسميها النظار معجزات، وتسمى دلائل النبوة، وأعلام النبوة، ونحو ذلك، وإذا سميت بها آيات الأنبياء، كانت أدل على المقصود، من لفظ المعجزات، ولم يكن لفظ المعجزات موجودًا، في الكتاب ولا في السنة. (٢) أي: عن عدي وحفظي، لكثرة أفرادها وتنوعها، من الأقوال والأفعال، التي ما سبقت لنبي من الأنبياء، ولم يبلغ أحد منهم ما بلغه - صلى الله عليه وسلم - من أعلام نبوته، ولم يؤت أحد منهم آية أو فضيلة إلا وله - صلى الله عليه وسلم - مثلها وزيادة، وهو دليل على مزيد التشريف والتكريم، والاهتمام بشأنه. وبالجملة: فدلائل نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لا تحصر، فإن القرآن -وهو معجزة من معجزاته- قد احتوى على الإعجاز على ما لا يحصى كثرة، حتى بلغها العلماء إلى ألوف كثيرة، بل كل آية أو آيات منه، بعددها وقدرها معجزة، ثم فيها نفسها معجزات. (٣) أي: من دلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم - كلام الله المنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أعجز الخلق جميعهم، إنسهم وجنهم، أولهم وآخرهم، فهو معجز بنفسه، ليس في وسع البشر الإتيان بسورة من مثله.