للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكل من شاء هداه يهتدي (١) ... ...................................


(١) أي: فكل من شاء الله هداه من خلقه يهتدي إلى الصراط المستقيم، والمراد هنا الهداية الخاصة، وهي هداية التوفيق والإلهام، المستلزمة للاهتداء. وأما الهداية العامة، كقوله: {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: ٥٠] .
فإنها لا تستلزم الاهتداء التام، وكذا هداية البيان العام، كقوله: {حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} [التوبة: ١١٥] لا تستلزم الاهتداء التام، وكذا الهدى بالبيان والدلالة إن لم يقترن به هدى آخر بعده لم يحصل به الاهتداء، الذي هو هدى التوفيق والإلهام، كقوله: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: ١٧] . وهو سبحانه ما عدل عن موجب العدل والإحسان في هداية من هدى، وإضلال من ضل، فلم يطرد عن بابه من يليق به التقريب، بل طرد من لا يليق به إلا الطرد والإبعاد.

<<  <   >  >>