فإن الكرامة: لا بد أن تكون أمرًا خارقًا للعادة، أتى ذلك الخارق عن امرئ صالح، ولي لله عارف به، مواظب على الطاعة، تارك للمعاصي، تابع لشرعنا معشر المسلمين، وناصح لله، ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم؛ فإذا صدر الخارق عن أحد، ممن اتصف بهذه الصفات فإنها تكون من الكرامات التي بها، وبوقوعها نقول. فإن التصديق بكرامات الأولياء، وما يجري الله على أيديهم، من خوارق العادات، في العلوم والمكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيرات، من أصول أهل السنة والجماعة؛ فاقف للأدلة الشرعية الدالة على كرامات الأولياء، كقصة أصحاب الكهف، ومريم، وآصف؛ وعن صدر هذه الأمة، من الصحابة والتابعين، وسائر فرق الأمة، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة.