للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعينه وصفة النزول ... وخلقه فاحذر من النزول (١)


(١) أي: ومن الصفات الثابتة له تعالى من غير تمثيل صفة العينين، قال تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: ٣٩] {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور: ٤٨] . {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: ١٤] فدلت الآيات: أن لله تعالى عينين، والقاعدة: أن المثنى إذا أضيف إلى نون العظمة أتى به بصيغة الجمع، وفي الصحيحين: «فإن الله ليس بأعور» .
ومذهب السلف إثبات العينين لله تعالى حقيقة على ما يليق بذاته وعظمته لا كأعين المخلوقين.
ومن الصفات الثابتة لله تعالى بالسنة المتواترة صفة النزول
ففي الصحيحين وغيرهما من غير وجه: «ينزل ربنا إلى
السماء الدنيا كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له» ... إلخ؛ والقول فيه كالقول في الاستواء على ما يليق بجلال الله، لا كنزول المخلوقين، وكذلك الإتيان، والمجيء وسائر الصفات الثابتة من غير تكييف ولا تمثيل.
وليس في العقل الصحيح ما يخالف النقل الصريح الصحيح، بل العقل الصحيح يوافقه النقل الصحيح الصريح، وإن كان في النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن إدراكه.
وقد قال شيخ الإسلام: اعترف أساطين أهل الكلام بأن العقل لا سبيل له إلى اليقين في عامة المطالب الإلهية. ومن الصفات الثابتة له تعالى: صفة الخلق بالكتاب والسنة، والعقل، والحس، والفطرة، وباتفاق الرسل وأتباعهم، بل وسائر أهل الملل: بأن الله خالق كل شيء، ويخلق ما يشاء فاحذر من النزول من ذروة الإيمان وسنام الدين إلى حضيض الابتداع، فإن السلامة في اتباع السلف.

<<  <   >  >>