للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.................................. ... فكله حق بلا شطاط (١)

منها الإمام الخاتم الفصيح ... محمد المهدي والمسيح (٢)


(١) أي: فكل الذي أتى في النص من أشراط الساعة حق واقع يقين، يجب اعتقاده بلا شطاط، أي: من غير طول وبعد.
(٢) أي: من أشراط الساعة، التي وردت بها الأخبار، ظهور الإمام المقتدى به، الخاتم للإمامة، فلا إمام بعده، الفصيح اللسان، لأنه من صميم العرب، أهل الفصاحة والبلاغة، والفصاحة: خلوص الكلام من ضعف التأليف، وتنافر الكلمات والتعقيد، مع فصاحة مفرداته، والفصاحة والبيان في المتكلم ملكة يقتدر معها على التعبير بالمقصود بلفظ فصيح.
ومحمد المهدي اسمه وأشهر أوصافه، فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه أسم أبي» .
وفي رواية: «لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما» ، وأخرجه الترمذي، وصححه بلفظ: «حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي» .
وأخرجه أبو داود وغيره، وتسميته محمد، أو محمد بن عبد الله، ووصفه بالمهدي، ورد في عدة أخبار، تدل على خروجه، وحكمه بالقسط والعدل، والله اعلم.
والمسيح هو عيسى ابن مريم عليه السلام، سمي مسيحا: لأنه
يمسح ذا العاهة فيبرأ، أو لمسحه في الأرض، ذهابه فيها، أو لكونه ممسوح القدمين، أو لحسن خلقه، والمسحة: الجمال، أو الصديق، خلقه الله من أنثى بلا ذكر ثم قال له: كن فكان بكن، بعثه الله إلى بني إسرائيل، وكان آخر أنبيائهم، وله حواريون وأنصار، ولما أجمع أولئك الملأ على قتله، رفعه الله إليه، كما قال تعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء ١٥٨] .
وقال: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: ٥٥] وليس المراد الموت المعهود بل كقوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: ٤٢] . فإنه حي.
ونزوله ثابت بالكتاب والسنة، وإجماع الأمة، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء: ١٥٩] . وذلك عند نزوله من السماء آخر الزمان، وفي صحيح مسلم: «بينما الدجال كذلك، إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفع رأسه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريحه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث طرفه» .
وفي الصحيحين: «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فليكسر الصليب، وليقتل الخنزير، وليضع الجزية، فلا يقبل إلا الإسلام، ويتحد الدين فلا يعبد إلا الله وحده» .
وأجمع السلف: أنه ينزل، ويحكم بهذه الشريعة
المحمدية، وتنبت الأرض نبتها كعهد آدم، حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، كما ثبت ذلك.

<<  <   >  >>