(٢) أي: وكل عبد مؤمن بالله ورسوله -ولو مبتدعاً- لم يحكم الشرع بكفره، عصى ربه وتعدى حدوده بذنبه، ولو كان من أكبر الكبائر غير الشرك، كالقتل والزنا، ومات على الإسلام ولو لم يتب، لم يخلد في النار، وإن دخلها ليطهر من الأوزار، فإنه يخرج منها إما بشفاعة الشافعين، أو رحمة أرحم الراحمين؛ يا بوار، أي: يا هلاك المعتدي، إشارة إلى تقبيح ما ذهبت إليه المعتزلة، من القول بتخليد أهل الكبائر في النار. (٣) للجنة عدة أسماء، باعتبار أوصافها، ومسماها واحد باعتبار الذات، والاسم العام (الجنة) ومن جملة تلك الأسماء (جنة النعيم) سميت بذلك لما اشتملت عليه من أنواع النعيم، واللذة والسرور، وقرة العيون؛ والأبرار جمع بر، أو بار - وتقدم - وهو كثير البر؛ والبر: اسم جامع للخير، قال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} [الانفطار: ١٣] وقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ} [لقمان: ٨] . وغيرها مما يخص الجنة بأهل البر، الذين هم أهل الإيمان والتقوى والعمل الخالص.