(٢) أي: فإنه سبحانه يرى بالأبصار، في الدار الآخرة، باتفاق السلف، كما جاء في النص القرآني في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٢-٢٣] . وقال: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦] . وأعلاها النظر إلى وجهه الكريم، وقال: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: ٣٥] . وغيرها. وكما أتى في الأخبار النبوية، ففي الصحيحين وغيرهما: «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته» . وفيهما أيضًا: «قالوا: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: نعم، فهل تضارون في رؤية الشمس صحوا ليس دونها سحاب؟» . وقد بلغت أحاديث الرؤية حد التواتر، والإيمان بذلك من أصول أهل السنة والجماعة، فيراه المؤمنون يوم القيامة عيانًا بأبصارهم، كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، وهم في عرصات القيامة؛ ثم يرونه بعد دخول الجنة، كما يشاء - تبارك وتعالى-.