للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد مضى أبو رية في طريق الخلط واللبس إلى أبعد ما يكون، فها هو ذا يذكر حديث طلحة بن عبيد الله, وحديث أبي أيوب الأنصاري, وحديث أبي هريرة على أنها حديث واحد يدور حول الإيمان والإسلام والإحسان.

ويبعد النجعة في التماس ما في هذه الروايات من قصور على حد زعمه, ويقلب الحقائق حين يستشهد بكلام الأئمة في الجمع بين هذه الروايات ببيان زيادة الثقة في بعضها لما أبهم في البعض الآخر على رأيه المتهافت في الرواية بالمعنى.

ويتابع الشطط والهوى, فيذكر حديث البخاري عن ابن عمر: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" , ثم نقل كلام الحافظ ابن حجر في تعليقه على هذا الحديث:

"كذا وقع في جميع النسخ عند البخاري، ووقع في جميع النسخ عند مسلم "الظهر" مع اتفاق البخاري ومسلم على روايته عن شيخ واحد بإسناد واحد، وقد وافق مسلما أبو يعلى وآخرون, وكذا أخرجه ابن سعد, وأما أصحاب المغازي فاتفقوا على أنها العصر".

وإلى هنا اقتصر المؤلف -أبو رية- من كلام الحافظ وتتمة كلام ابن حجر: وكذلك وافق البخاري الطبراني والبيهقي في الدلائل, وهذا كله يؤيد البخاري.

<<  <   >  >>