للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كان التابعون يسترشدون ويستشهدون برأي من بقي معهم من الهادين المهديين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم بسنده عن "مجاهد١ قال: جاء بشير العدوي٢ إلى ابن عباس, فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه, ولا ينظر إليه, فقال: يابن عباس ما لي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا تسمع! فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذننا, فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف"٣.

رأى التابعون رأي العين أن الناس ركبوا الصعب والذلول, فلم يقبلوا من كل أحد استأمنوا على الذهب والفضة وأتمنوا عليهما ولم يأتمنوا على


١ ابن جبر المكي المخزومي مولى السائب بن أبي السائب, ولد سنة إحدى وعشرين, اشتهر بالتفسير وعرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة, واشتهر بميله إلى النزعة العقلية في التفسير, وتوفي سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث ومائة. نظر ترجمته في طبقات ابن سعد ج٥ ص٣٤٣، تهذيب التهذيب ج١٠، ٤٢ ميزان الاعتدال ج٣، ص٤٣٩، تذكرة الحفاظ ج١، ص٩٢، طبقات الحفاظ ص٣٥-٣٦.
٢ هو بشير "بصيغة التصغير" ابن كعب العدوي, ويقال: العامري أبو أيوب, روى عن شداد بن أوس وأبي ذر وأبي هريرة وروى عنه ابن برية وثابت البناني وقتادة وغيرهم, وهو ثقة عند سائرهم. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ج١، ص٤٧١-٤٧٢, والكاشف ج١، ص١٦٠.
٣ مسلم بشرح النووي ج١، ص٨١-٨٢.

<<  <   >  >>