للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأقام لها سدنة وأخذ الناس بأن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة وأقام بذلك أيام بني أمية"١.

وتبنى هذا الرأي المستشرق: جولدتسيهر وشنع به وشايعه بعض علماء المسلمين كالأستاذ علي عبد القادر، وجولدتسيهر يتهم الزهري بوضع الأحاديث مستندا إلى غير مستند، فما ذكره اليعقوبي غير موجود في أي مصدر تاريخي آخر.

وبعرض افتراءات اليعقوبي ومشايعة جولدتسهير على المقاييس العقلية السليمة ومقتضيات المنطق يتضح ما يلي:

١- أن يمنع عبد الملك أهل الشام من الحج غير معقول؛ لأن الحج فريضة على كل مسلم قادر، فكيف يعطل عبد الملك شعائر الله ويمنع إقامتها؟

وقد عرف بالعبادة والصلاح حتى عد من فقهاء المدينة، ولا يعقل أن يمنع عبد الملك أهل الشام من الحج, وفيهم أئمة التابعين ويسكتون عليه, فلا ينكرون عليه أو يشقون عصا الطاعة.

٢- لم تذكر المصادر التاريخية المعتمدة أن عبد الملك هو الذي بنى قبة الصخرة بل ذكرت أنه الوليد بن عبد الملك الذي أغرم ببناء المساجد، وأولع بزخرفتها، على فرض تسليم أن عبد الملك, وهو الذي بنى قبة الصخرة،


١ السنة قبل التدوين ص٥٠٢-٥٠٣.

<<  <   >  >>