وما حديث الأوزاعي مع ابن المبارك من الأسماع ببعيد.
ما اتهم به الإمام في القديم والحديث من أنه كان قليل البضاعة في الحديث:
مناقشة ذلك:
يتحامل الخطيب البغدادي على الإمام الأعظم تحاملا عجيبا, فينقل بأسانيد متهافتة عن كثير من الأئمة ما يفيد أنه كان يتيما في الحديث وزمنا فيه, ولم يكن صاحب حديث, ولا يمثل أي شيء فيه حتى يسأل عنه, وليس له رأي ولا حديث, وأن جميع ما روي عنه مائة وخمسون حديثا، أخطأ في نصفها, وأن عبد الرزاق لم يكتب عن أبي حنيفة إلا ليكثر به رجاله.
إلى غير ذلك من متناقض الروايات التي بثها الخطيب في ترجمته المطولة التي خصص نصفها تقريبا لما للإمام من مناقب ونصفها الآخر لما ألصق به من المثالب.
وإنك لترى من أغرب الغرائب أن ينقل إمام, نقاد بصير صيرفي في الحديث وبالرواية خبير كالخطيب روايات متناقضة عن الأئمة, فهو ينقل عن الإمام الواحد المدح والقدح, فكيف السبيل إلى قبول ذلك؟
ومن قبل الخطيب ومن بعده تحامل كثيرون على شيخ الفقهاء, فها هو ذا ابن حبان يذكره بين المجروحين, ويتحامل عليه إلى حد أن محقق الكتاب جرد قلمه ليبرر صنيع أبي حاتم, وإنما ليرد عليه, فهو يقول بعد تصوير تحامل ابن حبان وتصنيفه كتابين في التهجم عليه, ورد ما قيل في مناقب أبي حنيفة بزعم أنه له عللا.