للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى عبد الله رضي الله عنه قال: "لعن الله الواشمات١ والنامصات٢ والمتنمصات والمتفلجات٣ للحسن المغيرات خلق الله".

قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب٤.

وكانت تقرأ القرآن فأتته, فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله؟ فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته, فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه, قال الله عز وجل: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ


١ جمع "واشمة" وهو كالخلان تجعل في الوجه, أو الرقوم في اليد والمعاصم وغيرها, كانت العرب تفعل ذلك, فتشق مكان ذلك بإبرة, ثم تملؤه كحلا أو دخانا, فيلتئم الجلد عليها, فيخضر مكانها, والواشمة هي التي تفعل ذلك بنفسها أو غيرها, والمستوشمة هي التي تطلبه. "مشارق الأنوار ج٢ ص٢٩٦".
٢ قال النووي "النامصة -بالصاد المهملة- هي التي تزيل الشعر من الوجه، والمتنمصة هي التي تطلب فعل ذلك, وهذا الفعل حرام إلا إذا نبتت للمرأة لحية أو شوارب فلا تحرم إزالتها. "شرح النووي ج١٤ ص١٠٦".
٣ المتفلجات جمع متفلجة, وهي التي تبرد أسنانها فيبدو الفلج بفتحتين, وهو الاتساع والفرج بين رباعيتيها وثنيتيها. "المرجع السابق بتصرف ج١٤ ص١٠٦".
٤ ذكر الحافظ في الفتح أن أم يعقوب لا يعرف اسمها وقد أدركها عبد الرحمن بن عابس. "فتح الباري ج١٠ ص٢٥٤", وذكر في تهذيب التهذيب أم يعقوب امرأة من بني أسد روت عن ابن مسعود وعنها. عبد الرحمن بن عابس، ولم يزد على ذلك "تهذيب التهذيب ج١٢ ص٤٨٣".

<<  <   >  >>