التصنيف والتأليف وروايته أقل من رواية أبيه فأما الدراية والتأليف فكان أحمد أحذق وأمهر فمن ما لابي الحسين من الكتب ما زاده على كتاب أبيه في أخبار بغداد فان أباه عمل إلى آخر أيام المهتدي وزاد أبو الحسين أخبار المعتمد وأخبار المعتضد وأخبار المكتفي وأخبار المقتدر ولم يتمه وله من الكتب كتاب السكباج وفضائلها كتاب المتظرفات والمتظرفين.
آل أبي النجم: اسم أبي النجم هلال من أهل الأنبار وكان كاتبا وابنه صالح بن أبي النجم من أهل بغداد وكان أبو النجم مولى لبني سليم وأحمد بن أبي النجم وكان شاعرا ويكنى أبا الرميل ويقال انه أنشد أبا الشيص قوله:
كانه في الفلك الدوار صوت المردن
فقال أبو الشيص قاتلكم الله يا معشر بني سليم بقول الخنساء كأنه علم في رأسه نار وأنت تقول هذا وأبو عون أحمد بن المنجم الكاتب بن أخيهما وكان متكلما مترسلا شاعرا وله من الكتب كتاب التوحيد وأقاويل الفلاسفة كتاب النواحي في أخبار الأرض وقد قيل انه لأبي إسحاق إبراهيم بن أبي عون.
أبو إسحاق بن أبي عون: وهو أبو إسحاق إبراهيم بن أبي عون أحمد بن المنجم وكان من أصحاب أبي جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر أحد ثقاته ومن كان يغلو في أمره ويدعي انه الهه تعإلى الله ع عن ذلك ولما اخذ بن أبي العزاقر وأخذ معه وضربت عنقه بعده فإنه عرض عليه الشتم له والبصاق عليه فأبى وأرعد وأظهر خوفا من ذلك للجبن والشقاء وكان من أهل الأدب مؤلفا للكتب ناقص العقل ونحن نشرح خيره في ذكر العزاقري وله من الكتب كتاب النواحي في أخبار البلدان كتاب الجوابات المسكتة كتاب التشبيهات كتاب بيت مال السرور كتاب الدواوين كتاب الرسائل.
أخبار بن أبي الأزهر: وهو أبو بكر محمد بن أحمد بن مزيد النحوي الاخباري البوسنجي من بوسنج (١) أصله وتوفي عن سن عالية قرأت بخط عبد الله بن علي بن محمد بن داود بن الجراح المعروف بابن العرمرم انه سأل بن أبي الأزهر عن عمره في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة فقال مضى من عمري ثلاثون سنة وثلاثة أشهر وعاش بعد
(١) بوسنج يالضم ثم السكون والسين مهملة والنون ساكنة وجيم من قرى ترمذ. أنظر مراصد الأطلاع ١/ ٢٣٠.