للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنهم يحلقون رؤوسهم ولحاهم ويعرون أجسادهم ماخلا العورة وليس من سنتهم أن يعلموا أحدا لا يكلموه دون أن يدخل في دينهم ويأمرون من يدخل في دينهم بالصدقة للتواضع بها ومن دخل في دينهم لم يصفد بالحديد حتى يبلغ المرتبة التي يستحق بها ذلك وتصفيدهم أنفسهم من أوساطهم إلى صدورهم لئلا ينشق بطونهم زعموا من كثرة العلم وغلبة الفكر.

ومنهم أهل ملة يقال لها الكنكاياترة: وأهل هذه المقالة متفرقون في جميع بلاد الهند ومن سنتهم أن الإنسان إذا أذنب ذنبا عظيما أن يشخص من بعد أو قرب حتى يغتسل في نهر الكيف فيطهر بذلك.

ومنهم أهل ملة يقال لها الراحمرنية: وهم شيعة الملوك ومن سنتهم في دينهم معونة الملوك قالوا الله الخالق تبارك وتعإلى ملكهم وان قتلنا في طاعتهم مضينا إلى الجنة.

ومنهم أهل ملة: من سنتهم أن يطولوا شعورهم ويفتلونها على وجوههم وجميع جوانب رؤوسهم مغشو والشعر على نواحي الرأس بالسواء ومن سنتهم ان لا يشربوا الخمر ولهم جبل يقال له حورعن يحجون اليه فإذا انصرفوا من حجهم لم يدخلوا العمران في طريقهم إذا انصرفوا وان رأوا امرأة هربوا منها ولهم في هذا الجبل الذي يحجون اليه بيت عظيم فيه صورة.

[مذاهب أهل الصين وشيء من أخبارهم]

ما حكاه لي الراهب النجراني الوارد من بلد الصين في سنة سبع وسبعين وثلثمائة هذا الرجل من أهل نجران أنفذه الجاثليق منذ نحو سبع سنين إلى بلد الصين وأنفذ معه خمسة أناسي من النصارى ممن يقوم بأمر الدين فعاد من الجماعة هذا الراهب وآخر بعد ست سنين فلقيته بدار الروم وراء البيعة فرأيت رجلا شابا حسن الهيئة قليل الكلام الا ان يسأل فسألته عما خرج فيه وما السبب في إبطائه طول هذه المدة فذكر أمورا لحقته في الطريق عاقته وان النصارى الذين كانوا ببلد الصين فنوا وهلكوا بأسباب وانه لم يبق في جميع البلاد الا رجل واحد وذكر انه كان لهم ثم بيعة خربت قال فلما لم أر من أقوم لهم بدينهم عدت في أقل من المدة التي مضيت فيها فمن حكاياته قال ان المسافات في البحر قد اختلفت وفسد أمر البحر وقل أهل الخبرة به وظهر فيه آفات وخوف وجزائر قطعت المسافات إلا ان الذي يسلم على الغرر يسلك وحكى أن اسم مدينة الملك طاجويه وفيها الملك وكانت المملكة إلى اثنين فهلك أحدهما وبقي الآخر قال وكان

<<  <   >  >>