للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد

فإن هذا الكتاب الفهرست، كتاب جامع لكتب جميع الأمم من العرب والعجم، وأخبار مصنفيها وأعمارهم وأماكنهم والى ما هنالك.

وإن الباحث في ترجمة ابن النديم يجد أنه كان رجلاً عاديا، ولكن التاريخ قد منح هذ الرجل ألقاباً ضخمة وخلد له ذكراً مطولاً في بطون الصحائف مع أنه جمع صحائف من أقوال غيره، فمنحه التاريخ هذه الشهرة.

ومع هذ نجد أن كتب التاريخ أغفلت ترجمته تماماً، وإذ ترجم لم بعضهم فلا يذكره إلا عرضاً ولا تفي بالغرض فصاحب كتاب (معجم الأدباء) يقول: محمد بن إسحاق النديم كنيته أبو الفرج، وكنية أبيه أبو يعقوب. مصنف كتاب الفهرس.

لا يستبعد الحموي أن ابن النديم كان وراقاً يبيع الكتب وهاتان الصناعتان الوراقة والكتابة أعانتا ابن النديم على تأليف هذا الكتاب ومكنتاه من سعة الاطلاع على النمط الغريب الذي نعرفه في كتابه الفهرست.

وأما من ناحية كتابه متى ألفه، فقد وردت عبارات رددها ابن النديم فتارة يقول أنه ألفه سنة ٣٧٧، وتارة يبين أنه لقي الراهب من أهل الصين سنة ٣٧٧، وتارة يذكر فى ترجمة المرزباني أنه توفي سنة ٣٧٨، وتارة يبين أن وفاة ابن جني كانت سنة ٣٩٢ فهذا إنما يدل على أنه لم يؤلفه في سنة واحدة بل أخذ تأليفه منه سنين عديدة والله أعلم.

 >  >>