يصومون في أحد وعشرين يوما منه تسعة أيام آخرها يوم تسعة وعشرين لرب البخت ويفتون في كل ليلة الخبز اللين ويخلطون معه الشعير والتبن واللبان والآس الرطب ويرشون عليه الزيت ويخلطونه ويبددونه في منازلهم ويقولون يا طراق البخت هاكم خبزا لكلابكم وشعيرا وتبنا لدوابكم وزيتا لسرجكم وآسا لأكاليلكم أدخلوا بسلام واخرجوا بسلام واتركوا لنا أجرة حسنة ولأولادنا.
[كانون الأول]
في اليوم الرابع منه ينصبون قبة يسمونها الخدر لبلثى وهي الزهرة الآلهة برقيا ويسمونها السحمية وينصبون هذه القبة على الرخامة التي في المحراب ويعلقون عليها أصناف الفاكهة والرياحين والورد الأحمر اليابس والاترج والدستبوية وسائر ما يقدرون عليه من الفاكهة ا ليابسة والرطبة ويذبحون الذبائح من كل الحيوان الذي يقدرون عليه من ذوات الأربع والطير بين يدي هذه القبة ويقولون هذه ذبائح إلهتنا بلثى وهي الزهرة يفعلون ذلك سبعة أيام ويحرقون أيضا في هذه الأيام إحراقات كثيرة من الحيوان للآلهة والالهات المستورات البعيدة النائية وبنات الماء وفي ثلاثين يوما منه رأس شهر رئيس الحمد يجلس في هذا اليوم الكمر على منبر مرتفع يصعد اليه تسع مراقي ويأخذ في يده قضيبا من طرفاء ويمر به سائرهم فيضرب كل واحد منهم ثلاثة بالقضيب أو خمسة أو سبعة ثم يخطب خطبة لهم يدعو فيها لجماعتهم بالبقاء وكثرة النسل والامكان والعلو على جميع الأمم وبرد دولتهم وأيام ملكهم إليهم وبخراب مسجد الجامع بحران وكنيسة الروم والسوق المعروفة بسوق النساء لان هذه المواضع كانت فيها أصنامهم فقلعها ملوك الروم لما تنصروا وباقامة دين عزوز التي كانت في مواضع هذه الأشياء التي وصفنا ثم ينزل عن المنبر فيأكلون من الذبائح ويشربون ويأخذ الرئيس من كل رجل في هذا اليوم لبيت مالهم درهمين.
[كانون الثاني]
في أربعة وعشرين يوما منه ميلاد الرب الذي هو القمر يعملون فيه سرا للشمال ويذبحون الذبائح ويحرقون ثمانين حيوانا من ذوات الأربع والطير ويأكلون ويشربون ويوقدون الداذى وهو قضبان الصنوبر للآلهة والالهات.