[الفن الأول: في أخبار الفلاسفة الطبيعيين والمنطقيين وأسماء كتبهم ونقولها وشروحها والموجود منها وما ذكر ولم يوجد. وما وجد ثم عدم.]
[حكايات في صدر هذه المقالة عن العلماء بلفظهم.]
قال أبو سهل بن نوبخت في كتاب النهمطان قد كثرت صنوف العلوم وأنواع الكتب ووجوه المسائل والمآخذ التي اشتق منها ما يدل عليه النجوم مما هو كائن من الأمور قبل ظهور أسبابها ومعرفة الناس بها على ما وصف أهل بابل في كتبهم وتعلم أهل مصر منهم وعمل به أهل الهند في بلادهم على مثال ما كان عليه أوائل الخلق قبل مقارفتهم المعاصي وارتكابهم المساوي ووقوعهم في لجج الجهالة إلى أن لبست عليهم عقولهم وأضلت عنهم أحلامهم فان ذلك قد كان بلغ منهم فيما ذكر في الكتب من أمورهم وأعمالهم مبلغا سفه عقولهم وحير حلومهم وأهلك عليهم دينهم فصاروا حيارى ضلالا لا يعرفون شيئا فلم يزالوا على ذلك حينا من الدهر حتى أيد من خلف من بعدهم ونشا من أعقابهم وذرأ من أصلابهم بالتذكر لتلك الأمور والفطنة لها والمعرفة بها والعلم للماضي من أحوال الدنيا في شأنها وسياسة أولها والمؤتنف من تدبير أوسطها وعاقبة آخرها وحال سكانها ومواضع أفلاك سمائها وطرقها ودرجها ودقائقها ومنازلها العلوي منها والسفلى بمجاريها وجميع أنحائها وذلك على عهد جم بن أونجهان الملك فعرفت العلماء ذلك وضعته في الكتب وأوضحت ما وضعت منه ووصفت مع وضعها ذلك الدنيا وجلالتها ومبتدأ أسبابها وتأسيسها ونجومها وحال العقاقير والادوية والرقى وغير ذلك مما هو آلة للناس يصرفونها فيما هو موافق لاهوائهم من الخير والشر فكانوا كذلك برهة وعصرا حتى ملك الضحاك بن قي من غير كلام أبي سهل قال ده أك معناه عشر آفات فجعلته العرب الضحاك رجعنا إلى كلام أبي سهل بن قي في حصة المشتري ونوبته وولايته وسلطانه من تدبير السنين بأرض السواد بني مدينة اشتق اسمها من اسم المشتري فجمع فيها العلم والعلماء وبنى بها اثني