للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم يكن يتوهم أنه قد كان قال له أبو الهزيل: فشك انت في موت ابنك واعمل على انه لم يمت وإن كان قد مات وشك أيضا في انه قد قرأ كتاب الشكوك وإن كان لم يقرأ.

ابن الأخشيد: هو أبو بكر أحمد بن علي بن معجور الأحشاد من أفاضل المعتزلة وصلحائهم وزهادهم وكانت له ضيعة منها مادته وكان نصف أكثر ما يحمل إليه منها إلى العلم وأهله، ومع ذلك كان حسن الفصاحة، وله معرفة بالعربية والفقه وله في الفقه عدة كتب ومنزله في سوق العطش في درب يعرف بدرب الأحشاد وكان من محبته للعلم وورعه يقول لوكيل له في ضيعته: لا تحدثني بشيء من امر ضيعتي وتعمد ما يقم رمقي ولا غنا بي عنه دعني أتوفر على العلم وعلى أمر الاخرة وتوفي أبو بكر يوم الأحد لثمان بقين من شعبان سنة ست وعشرين وثلثمائة، وله من الكتب: كتاب المعونة في الأصول ولم يتمه كتاب المبتدي كتاب المبتدي كتاب نقل القرآن كتاب الإجماع كتاب النقض على الخالدي في الأرجاء كتاب اختصار كتاب أبي علي في النفي والإثبات كتاب اختصار تفسير الطبري (١).

ثمامة بن أشرس: أبو بشر ثمامة بن أشرس النميري، من بني نمير نبيه من جلة المتكلمين المعتزلة كاتب بليغ وبلغ من المأمون منزلة جليلة وأراده على الوزارة فامتنع وله في ذلك كلام مشهور مدون في خطاب المأمون حتى أعفاه وهو الذي أشار عليه ان يستوزر احمد بن خالد بدلا منه وكان قبل المأمون مع الرشيد ووجد عليه فحبسه عند غلام … وكان يقرأ ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ (٢) [: ١٥] فيقول: ويحك المكذبون الأنبياء فيضربه ويقول: أنت زنديق ثم حكى الخبر للرشيد وأحسن جائزته وكتب إلى الرشيد من الحبس:

عبد مقر ومولى شت نعمته … بما تحدث عنه البدو والحضر

أوقرته نعما ابتعتها نقما … طوارقا فيه في الناس يشتهر

ولم تزل طاعتي بالغيب حاضرة … ما شانها ساعة غش ولا غير


(١) ذكر في آخر الكتاب تكملة للفهرس التي عثر عليها بعض المستشرقين الألمان ونقلها العلامة أحمد تيمور باشا وتم إثباتها في هذا الموضع وهي تتكلم عن: ابن أبي دؤاد وأبو علي الجبائي، والرماني ولعل ما أثبتناه في هذا المكان مناسبا. ١
(٢) السورة: المرسلات، الآيات: ١٥ - ١٩ - ٤٢ - ٨٢ - ٣٤ - ٣٧ - ٤٠ - ٤٥ - ٤٧ - ٤٩. السورة: المطففين، الآية: ١٠

<<  <   >  >>