للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكامل في كل محمود وأن لا يقصر عن الإجابة بصواب كل مسألة ويخبر بما في الأوهام ويجاب في دعوته في إنزال الغيث ودفدفع الآفات عن النبات والحيوان ويكون مذهبه ما يصلح به العالم ويكثر به عامره وقولهم في الهيولي والعنصر والصورة والعدم والزمان والمكان والحركة كما قال ارسطاطاليس في سمع الكيان وقولهم في السماء إنها طبيعة خامسة ليست مبة من العناصر الأربعة لا تضمحل ولا تفسد ما قال في كتاب السماء وقولهم في الطبائع الأربع وفسادها إلى الحرث والنسل وكون الحرث والنسل منها وكونها منه كما قال في كتاب الكون والفساد وقولهم في الآثار العلوية والأحداث تحت جرم القمر كما قال في كتاب العلوية وقولهم في النفس إنها دراكة لا تبيد وإنها جوهر ليست بجسم ولا يلحقها لواحق الجسم كما قال في كتاب النفس وقولهم في الرؤيا الصادقة وغيرها والحس والمحسوس كما قال في كتاب الحس والمحسوس وقولهم في أن الله واحد لا تلحقه صفة ولا يجوز عليه خبر ر موجب وانه لذلك لا يلحقه سولوجسس كما قال في كتاب مطاطافوسيقا وقولهم في براهين الأشياء على ما شرط في كتاب فوديقطيقا وقال الكندي انه نظر في كتاب يقر به هؤلاء القوم وهو مقالات لهرمس في التوحيد كتبها لابنه على غاية من التقانة في التوحيد لا يجد الفيلسوف إذا أتعب نفسه مندوحة عنها والقول بها.

[حكاية أخرى في أمرهم]

قال أبو يوسف ايشع القطيعي النصراني في كتابه في الكشف عن مذاهب الحرنانيين المعروفين في عصرنا بالصابة إن المأمون اجتاز في آخر أيامه بديار مضر يريد بلاد الروم للغزو فتلقاه الناس يدعون له وفيهم جماعة من الحرنانيين وكان زيهم إذ ذاك لبس الاقبية وشعورهم طويلة بوفرات كوفرة قرة جد سنان بن ثابت فأنكر المأمون زيهم وقال لهم من أنتم من الذمة فقالوا نحن الحرنانية فقال أنصارى أنتم قالوا لا قال فيهود أنتم قالوا لا قال فمجوس أنتم قوا لا قال لهم أفلكم كتاب أم نبي فمجمجوا في القول فقال لهم فأنتم إذا الزنادقة عبدة الأوثان وأصحاب الرأس في أيام الرشيد والدي وأنتم حلال دماؤكم لا ذمة لكم فقالوا نحن نؤدي الجزية فقال لهم إنما تؤخذ الجزية ممن خالف الإسلام من أهل الأديان الذين ذكرهم الله ﷿ في كتابه ولهم كتاب وصالحه المسلمون عن ذلك فأنتم ليس من هؤلاء ولا من هؤلاء فاختاروا الآن أحد أمرين إما ان تنتحلوا دين الإسلام أو دينا من الأديان التي ذكرها الله في كتابه وإلا قتلتكم عن آخركم فإني قد أنظرتكم إلى أن أرجع من سفرتي هذه فإن أنتم دخلتم في

<<  <   >  >>