بجلد يدي الفيل بين يديه وباحدى يديد ثعبان عظيم فاغر فاه وبالأخرى عصا وبالثالثة رأس انسان واليد الرابعة قد رفعها وفي أذنيه حيتان كالقرطين وعلى جسده ثعبانان عظيمان قد التفا عليه وعلى رأسه إكليل من عظام القحف وعليه من ذلك قلادة ويزعمون انه عفريت من الشياطين يستحق العبادة لعظيم قدره واستحقاقه الخصال المحمودة المحبوبة والمذمومة المكروهة من العطية والمنع والإحسان والاساءة وانه المفزع لهم في الشدائد.
ومنهم أهل ملة الدينكيتية: وهو عباد الشمس قد اتخذوا لها صنما على عجل وقوائم العجلة أربعة أفراس وبيد الصنم جوهر على لون النار ويزعمون ان الشمس ملك الملائكة يستحق العبادة والسجود فهم يسجدون لهذا الصنم ويطوفون حوله بالدخن والمزاهر والمعازف ولهذا الصنم ضياع وغلات وله سدنة وقوام يقومون بمصلحته ومصلحة ضياعه وعبادته في النهار ثلاث دفعات لهم فيها ضورب من الأقاويل ويأتيه أصحاب الاسقام والجذام والبرص والزمانة وغير ذلك من الأمراض الفظيعة يقيمون عنده ويبيتون الليالي ويسجدون ويتضرعون ويسئلونه ان يبرئهم ولا يأكلون ولا يشربون ويصومون له فلا يزال المريض كذلك حتى يرى في منامه كأن قائلا يقول له قد برئت وبلغت المراد ويقال ان الصنم يكلمه في منامه فيبرأ ويرجع إلى حال الصحة.
منهم أهل ملة الجندريهكنية: وهم عباد القمر يقولون إن القمر من الملائكة يستحق التعظيم والعبادة ومن سنتهم أن يتخذوا له صنما على عجل يجر العجل أربعة بطوط وبيد ذلك الصنم جوهر يقال له جندركيت من دينهم ان يسجدوا له ويعبدوه وأن يصوموا النصف من كل شهر ولا يفطروا حتى يطلع القمر ثم يأتون صنمه بالطعام والشراب واللبن ويرغبون اليه وينظرون إلى القمر ويسئلونه حوائجهم فإذا كان رأس الشهر وهل الهلال صعدوا على السطوح ونظروا إلى الهلال وأوقدوا الدخن ودعوه عند رؤيته ورغبوا اليه ثم نزلوا عن السطوح إلى الطعام والشراب والفرح والسرور ولم ينظروا اليه إلا على الوجوه الحسنة وفي نصف الشهر إذا فرغوا من الأفطار أخذوا في الرقص واللعب والمعازف بين يدي القمر والصنم.
[ومنهم أهل ملة الانشنية]
يعني الممتنع من الطعام والشراب.
ومنهم أهل ملة يقال لهم البكرنتينية: يعني المصفدين أنفسهم بالحديد وسنتهم