فقال لا بد أن أسئله عن أبيات الراعي قال فقلت لا تفعل فلعله لا يحضره جواب فتكون قد هجنته على رؤوس الملإ قال لا بد من ذلك ثم وثب فقال ما تقول في قول الراعي:
وأفضن بعد كظومهن بحرة … من ذي الابارق إذا رعين حيلا
قال فتلجلج الشيخ وتنحنح ولم يجب بشيء فقال فما تقول في بيته:
كدخان مرتحل بأعلى تلعة … غرثان ضرم عرفجا مبلولا
قال: فعاد إلى تلك الصورة ورأينا في وجهه الكراهة والانكار فقال الأثرم مثقل استعان برقبه فقال يعقوب هذا تصحيف انما هو بذقنه فقال الأثرم تريد الرياسة بسرعة ودخل بيته.
معنى المثل:
قال يعقوب ان البعير إذا حمل عليه فأثقله الحمل مد عنقه واعتمد على ذقنه فلا يكون له في ذلك راحة يقال للرجل إذا تكلف أمرا أو نزل عليه أمر فضعف عنه فاستعان باضعف منه عليه هذا معنى الالمثل وتوفي الأثرم سنة ثلاثين ومائتين وله من الكتب كتاب النوادر كتاب غريب الحديث.
أخبار الجرمي: قرأت بخط أبي الحسن الخزاز أبو عمر صالح بن إسحاق البجلي مولى بجيلة بن أنمار بن إراش بن الغوث أخي الأزد بن الغوث وقال أبو سعيد وهو مولى لجرمن ربان وجرم قبيلة من قبائل العرب من اليمن أخذ النحو عن الأخفش وغيره وقرأ كتاب سيبويه وأخذ اللغة عن أبي زيد والأصمعي وطبقتهم وقال أبو العباس المبرد هو مولى لبجيلة بن أنمار وتوفي الجرمي وله من الكتب كتاب القوافي كتاب التثنية والجمع كتاب الفرخ كتاب الأبنية كتاب العروض كتاب مختصر نحو المتعلمين كتاب تفسير غريب سيبويه كتاب الأبنية والتصريف.
أخبار المازني: واسمه بكر بن محمد من بني مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وكان أبوه محمد بن حبيب نحويا قارئا وله مع أبي سوار الغنوي خبر قد ذكرناه وأشخص الواثق المازني من البصرة لسبب شعر غنت فيه جارية وهو: