عن عيسى بن عمر قال كنا نمشي مع الحسن ومعنا عبد الله بن أبي إسحاق قال فقال الحسن جاذبوا هذه النفوس فانها طلعة فاخرج عبد الله بن أبي إسحاق ألواحه فكتبها وقال استفدنا منك يا أبا سعيد طلعة وأبو عمرو بن العلاء.
أخبار عيسى بن عمر الثقفي: من طبقة أبي عمرو بن العلاء وهو عيسى بن عمر الثقفي وليس بعيسى بن عمر الهمداني الذي من أهل الكوفة ويروى عنه قراءات وهو بصري من مقدمي نحويي البصرة وكان أخذ عن عبد الله بن أبي إسحاق وغيره وعن عيسى بن عمر أخذ الخليل بن أحمد وكان ضريرا أعني عيسى أحد قراء البصريين ومات سنة تسع وأربعين ومائة وله من الكتب كتاب الجامع كتاب المكمل أنشدنا القاضي أبو سعيد ﵀ للخليل يذكر عيسى بن عمر والكتابين:
بطل النحو جميعا كله … غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك إكمال وهذا جامع … فهما للناس شمس وقمر
وقد فقد الناس هذين الكتابين مذ المدة الطويلة ولم تقع إلى أحد علمناه ولا خبر أحد أنه رآهما فاما أبو عمرو بن العلاء فقد ذكرت خبره فيما تقدم من أخبار القراء في المقالة الأولى.
يونس بن حبيب: قرأت بخط أبي الحسن الخزاز قال يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن قال أراه مولى لبني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة قال لا أحقه ولكنه كان يكون مع هؤلاء فلا أدري هو مولى أم لا وذكر أبو سعيد أنه يكنى بأبي محمد مولى ضبة وقال صاحب مفاخر العجم أنه أعجمي الأصل من أهل الجبل ففخر بذلك وكان أعلم الناس بتصاريف النحو وحكى عنه أنه قال لم أسمع من عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي ولكني سألته هل يعلم أحد يقول الصويق مكان السويق فقال هي لغة عمرو بن تميم وكان يونس من أصحاب أبي عمرو بن العلاء وكانت حلقته بالبصرة وينتابها طلاب العلم وأهل الأدب وفصحاء الاعراب ووفود البادية قرأت بخط أبي عبد الله بن مقلة قال أبو العباس ثعلب جاوز يونس المائة وقد تفرغ من الكبر ومات في سنة ثلاث وثمانين ومائة ومن خط إسحاق بن إبراهيم الموصلي عاش يونس ثمانيا وثمانين سنة لم يتزوج ولم يتسر ولم تكن له همة إلا طلب العلم ومحادثة الرجال وله من الكتب كتاب معاني القرآن كتاب اللغات كتاب النوادر الكبير كتاب الأمثال كتاب النوادر الصغير.