للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: ٧٨] فبكى ابن عقيل وبكى الناس فقال للقارئ: يا هذا لِلَّهِ إن كان يهيج الحزن فهو نياحة بالقرآن، ولم ينزل للنوح بل لتسكين الأحزان. انتهى.

ولا بد من حمل حديث: " ان الميت ليعذب ببكاء أهله عليه " (١) على (٢) البكاء الذي معه ندب ونياحة ونحو هذا. قاله في " شرح المقنع ".

وأما عائشة رضي الله عنها فأنكرت حمل ذلك على ظاهره ووافقها ابن عباس وقالت: " والله لِلَّهِ ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه " (٣) . وقالت لما بلغها رواية عمر وابنه في ذلك: " إنكم لتحدّثون عني غير كاذبين

ولا متهمين، ولكن السمعَ يخطى. وقالت: حسبكم القرآن: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: ١٦٤] " (٤) .

(وتُسن تعزيةُ مسلم) مصاب (ولو) كان (صغيراً) قبل الدفن وبعده؛ لعموم ما روى عبدالله بن محمد بن أبي بكر عن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مُؤمن يُعزِي أخاهُ بمصيبةٍ إلا كساهْ الله عز وجل من حُلّلِِ الكرامةِ يومَ القيامة " (٥) . رواه ابن ماجه. وعن ابن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " من عزَّى مصاباً فله كمثل أجره " (٦) رواه ابن ماجه والترمذي. وقال: حديث غريب.


(١) أخرجه البخاري في " صحيحه " (١٢٢٦) ١: ٤٣٢ كتاب الجنائز، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يعذب الميت ببعض بكاء أهله. وأخرجه مسلم في " صحيحه " (٩٢٩) ٢: ٦٤٢ كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه.
(٢) () في ج: ببكاء أهله بل.
(٣) أخرجه البخاري في " صحيحه " (١٢٢٦) ١: ٤٣٢ كتاب الجنائز، باب قول النبى صلى الله عليه وسلم: يعذب الميت ببعض بكاءأهله.
(٤) أخرجه مسلم في " صحيحه " (٩٢٩) ٢: ٤١/ ٦٤٢ كتاب الجنائز، باب وأخرجه النسائي في " سننه " (١٨٥٨) ٤: ١٨ كتاب الجنائز، التياحة على الميت.
(٥) أخرجه ابن ماجه في " سننه " (١٦٠١) ١: ٥١١ كتاب الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عزى مصاباً.
(٦) أخرجه الترمذي في " جامعه " (٧٣ ٠ ١) ٣: ٥ ٣٨ كتاب الجنائز، باب ما جاء في أجر من عزى مصاباً. وأخرجه ابن ماجه في " سننه " (١٦٠٢) ١: ٥١١ كتاب الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عزى مصابا.

<<  <  ج: ص:  >  >>