للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لما كان هذا التغير عن مجاورة، لا عن ممازجة اغتفر. مع أن فيه وجهاً للأصحاب موافقا لقول مالك - رضي الله تعالى عنه: انه يصير طاهراً غير طهور فكان أقل أحواله الكراهة.

ويلحق بذلك ما تغير بمخالطة ما أصله الماء؛ كالملح البحري، وإليه أشير بقوله: (أو بمخالط أصله الماء)، وممن قطع بكراهيته ابن حمدان في " الرعاية

الكبرى " وتبعه في " التنقيح ". وقيل: أن وُضع قصداً سلبه الطهورية.

وعلم مما تقدم أن الماء أن تغير بالملح المعدنى سلبه الطهوريه؛ لأن البحري انما لم يسلبه الطهورية؛ لأنه منعقد من الماء. أشبه ذوب الثلج.

بخلاف المعدنى. والله أعلم.

وأشير إلى النوع الثانى وهو الذي لا يكره من الماء الطهور بقوله: (لا) أي: لا يكره متغير (بما يشق صونه) أي صون الماء (عنه) أي عما غيره؛ (كطُحْلُب) بضمء اللام وفتحها. وهو: خضرة تعلو الماء المزمن.

ويحصل ذلك غالبا بسبب الشمس.

(وورق شجر) يحصل بغير صنع آدمى في الماء؛ لمشقة الاحتراز عنه. أشبه ما لو كان في منبع الماء، أو ممرّه معدن من كبريت، أو نحوه فتغير به.

وكذا المتغير بما تلقيه الريح أو السيول من تبن ونحوه.

(و) كذا المتغير من الطهور بسبب طول (مُكث)؛ لما روي " أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من بئر كان ماءه نقاعة الحنا " (١) .

ولا فرق بين كون المكث في الأرض، أو في آنية من آدم، أو نحاس أو غيرهما؛ لأن هذا التغير يشق الاحتراز منه (٢) . أشبه المتغير بمنبعه.


(١) أخرجه البخاري في " صحيحه ") ٥٤٣٠) ٥: ٢١٧٤ كتاب الطب، باب السحر. ١٥٩ وأخرجه أحمد في " مسنده ") ٤٣٩٢ ٢) ٦: ٦٣.
(٢) في ج: منه الاحتراز.

<<  <  ج: ص:  >  >>