للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل: في الحِمى

قال في " القاموس ": حِمى الشيء يحميه حِمياً وحِمأىة بالكسر، ومحمية منعه. ثم قال: وأحمى المكان جعله حمى لا يقرب. انتهى.

وكان في الجاهلية من إذا أنتجع بلدا أوفى بكلب على نشز ثم استعواه ووقف

له من كل ناحية من يسمع صوته بالعواء فحيب ما انتهى صوته حماه من كل جانب (١) لنفسه، ورعى مع العامة فيما سواه.

فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه؛ لما فيه من التضييق على الناس ومنعهم من الأنتفاع بشيء لهم فيه حق، وجاء الشرع: باً نه لا حمى إلا لله ورسوله.

روى الصعب بن جث امة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا حمى إلا لله ولرسوله " (٢) . رواه ابو دا ود.

ولم يحم النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه شيئاً وإنما حمى للمسلمين.

روى ابن عمر قال: " حمى النبي صلى الله عليه وسلم النقيع لخيل المسلمين " (٣) . رواه

أبو عبيد.

والنقيع: بالنون موضع لنبع فيه الماء فيكثر فيه الخصب لمكان ما يصير فيه

من الماء.

وأما سائر أئمة المسلمين فليس لهم أن يحموا لأنفسهبم شيئاً، ولهم على


(١) فى أوب: ناحية.
(٢) أخرجه أبو داود في " سننه " (٨٣ ٥ ٣) ٣: ٥ ٨ ١ كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في الأرض يحميها الإمام أو الرجل.
أخرجه أبو عبيد في " الأموال " (٠ ٧٤) ص: ٢٧٤ كتاب أحكام الأرضين،
(٣) باب حمى الأرض ذات الكلأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>