للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو إن شفى (١) الله عليلي فأنت حر بعد موتي. فهذا لا يصير مدبراً حتى يوجد الشرط في حياة سيده، لأن إطلاق الشرط يقتضي وجوده في حياة المعلق. بدليل ما لو قال: إن دخلت الدار فأنت حر فدخلها بعد موت السيد لم يعتق. (و) يصح (مؤقتاً، كأنت مدبر اليوم، أو) أنت مدبر (سنة).

قال مهنا: سألت أحمد عمن قال لعبده: أنت مدبر اليوم؛ قال: يكون مدبراً ذلك اليوم. فإن مات السيد في ذلك اليوم صار حراً.

(و) من قال لقنه: (إن) شئت فأنت مدبر، (أو متى) شئت فأنت مدبر،

(أو إذا شئت فأنت مدبر. فشاء في حياة سيده: صار مدبراً. وإلا) أي: وإن لم يشأ ذلك في حياة سيده (فلا) يصير مدبراً؛ لأن المدبر من علق عتقه بالموت. فلو لم يشأ إلا بعد الموت لا يكون مدبراً، لأنه لا يمكن حدوث التدبير بعد الموت.

وقال ابو الخطاب: إن شاء في المجلس صار مدبراً، وإلا فلا " كما لو خيره في ذلك.

ولو قال لعبده: إذا قرأت القرآن فأنت حر بعد موتي (٢) . فقرأ القرآن جميعه: صار مدبراً. وإذا قرأ بعضه لم يصر مدبراً.

وإن قال: إذا قرأت قرآناً فأنت حر بعد موتي فقرأ بعض القرآن: صار مدبراً؛ لأنه في الأولى عرفه بالألف واللام المقتضية للاستغراق فعاد إلى جميعه، وهاهنا نكره فاقتضى بعضه.

فإن قيل: فقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨]، {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا} [الإسراء: ٤٥]، ولم يرد القرآن جميعه.

قلنا: قضية اللفظ تتناول جميعه؛ لأن الألف واللام للاستغراق. وإنما


(١) في أ: أشفى.
(٢) في أ: بعد موتي حر.

<<  <  ج: ص:  >  >>